الثلاثاء، 31 مارس 2015

                   لماذا لا يجوز أن تحكم المرأة
المرأة (انفعالية) لا أعني الغضب........ وإنما أعني طبيعة الاستجابة للمؤثرات .أي أن الوصف الأليق بها والأجدر أن لا نقول "فاعلة" وإنما "انفعالية" ونحن لا ننفي فاعلية المرأة وإنما نثبت أن فاعليتها تكون في محيط انفعالي قائم على احتضان حالة ما والشغف بها والرغبة في الامتداد بها ومن خلالها وتكرار استدعائها ...وضعف الميل والطموح بالنظر بعيدا عنها.
إن هذه الصفة ضرورية للحياة..لأنها الصفة التي تحقق قدرتها على الإبهاج ومسح العناء وقلق النهار عن الزوج بحيث تستطيع أن تنسيه ما مرّ وتأخذه بعيدا عن مد النظر إلى المستقبل البعيد أو حتى القريب ,القدرة على الغرق في اللحظة والآنية والسكر بها.
وهي صفة ضرورية لتحقيق اكتفائها برجل واحد يملأ حياتها و به  تشغل وحوله تدور وتتمحور.
وهي صفة ضرورية بها تتحقق قدرتها على المكوث في البيت والتركيز الشديد على ترتيبه وتزيينه .إن شعورها بأن البيت بيتها أكثر من كونه بيت الزوج شعور لا ينكر.إن صفتها الانفعالية تجعل هذا البيت مجالا فسيحا لأدائها حتى لتقول امرأة تطلب الجنة (رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله)
وهي صفة ضرورية تمكنها من التعامل مع طفل متقلب العواطف فبينما هو حانق شديد الحنق ..إذا هو فرح راض أشد الرضا ..كثير الخصام والصلح,فكل حالة تمر عليه تنسيه الحالة السابقة,
وبها تستطيع تفهم شاعرية تعبيره عن الاعتراض بالبكاء الطويل واستمتاعه به وشعوره بوجوده من خلال هذا البكاء
لأنها صاحبة المراثي والنوح.. وأداؤها الصوتي عند المصائب يناسب طبيعتها ,وأداؤها الصوتي المستمتع بإظهار الألم من جمر النشوة عند المعاشرة الحميمية يناسب ميلها .....بينما يأنف غلام صغير من إظهار الألم عند حدوث ما يؤلم, وتدعوه باكورة الرجولة إلى كتمان ألمه
وقد درج من يتكلم عن تقدير المرأة وتقدير عقلها أن يظهر التأفف "الصالوني"من اعتماد وضعها الجنسي واعتباره في هذا التقدير
مع أن هذا الوضع هو مقتضى جزء كبير من تكوينها الجسدي والنفسي فمن حيث الطفل المرتقب خلق فيها الرحم والثديان وكوّنت عاطفيا ونفسيا وجسديا لتتلائم مع تربية هذا الطفل ..فهو الضعيف وهي الضعيفة,وهو العاطفي المتقلب البكّاء الانفعالي وهي كذلك,حتى لتكفر العشير الذى أحسن لها الدهر كله لمرة واحدة أساء فيها, وهو المنقاد أبدا المحب لإرضاء من يقوده..المتقبل للانقياد ..وهي كذلك في بيت الزوجية.
أما مسألة المعاشرة الجنسية فتهييئ جسدها لها لا يخفى ولا يخفى ان جسدها مهيأ لقبول الانفعال لا للفعل
وأما من الناحية النفسية فعطاؤها عطاء استدعاء واستسلام وخضوع وغشية بدون مهانة
أي تفكير علمي وموضوعي في نبذ هذا الجانب الكبير والهام من تقييمنا للمرأة
سئلت إحدى السيدات الفاضلات المشاركات في أول مظاهرة يوم 25يناير عن ماذا تأمل وتتوقع فأجابت هذا طفل مجرد طفل لا ندري ما يحدث له بعد ذلك
تشبيه بعيد جد بعيد بين طفل نتأنى في معرفة ميوله ولا ندري إلام نوجهه وتحتاج تربيته لسنوات ومراحل,وبين ثورة فائرة نضجت أسبابها تقلب الموازيين في شهور معدودة على أكثر تقدير ..تشبيه بعيد لكنه الأقرب إلى خبرتها ونبض كيانها خاصة أنها كانت متفاجئة تعاني من أثر القنابل المسيلة للدموع.
الانفعالية الشغوفة بالحالة ..أقصت النساء عن أن يكون من بينهن فيلسوفة صاحبة مذهب كبير طوال التاريخ ,لأن الفلسفة لا تقتصر على الحالة, وإنما تعنى بالمبادئ والأصول والمآلات أزليا وأبديا , ولأن الاكتشافات الكبرى في العالم تقتضى قلبا قادرا على التوحش والتفرد واقتحام كون جديد أو مجالات غير مأهولة بدون قمر أنيس .إن قوة القلب التي يحتاجها المغامر في الأدغال والصحاري لا تختلف كثيرا عن قوة القلب التي يحتاجها المغامر في المعارف الإنسانية الكبرى
وقد أرادت بعض الفتيات أن ينشئن قانونا إنسانيا تجتمع عليه البشرية أو على الأقل الوطن العربي ,ويقمن مدرسة للحرية ,فكان المرجع والأصل ميدان التحرير والرغبة في أن تظل حالته حالة ممتدة لا تضيع ,وهذه هي طبيعة فلسفتهن
وعلى قناة التحرير الناشئة يتكرر مشهد قيادية وهى تقول :"عاوزين بقعة التحرير دي ...توسع..توسع..توسع..لحاااااد ما تشمل مصر كلها"
وبطبيعة الحال لست بصدد الحديث عن الصواب والخطأ والإمكانية,وإنما أرصد الطبيعة..طبيعة الإحساس وعمل الذهن.. أو على أقل تقدير طبيعة التعبير البلاغي
أروع شعر تفعيلة أو شعر حر قرأته كان للنساء,لأن الشعر الحر أو التفعيلة يسمح بانسياب الشعور أكثر مع قلة العرقلة العروضية
والشعر تجربة لحظة أودقائق معدودة  يقتنصها الشاعر ويحتبيها ويمددها ويهيم في تفصيلاتها
والرجل لا يباري المرأة المجيدة الفصيحة في تلك الصفة الملائمة لطبيعتها
تقول جنة القرني_وهي أخطر شاعرة قرأت لها_ عن الشمس ساعة الأصيل
(تفصل بدلة الأحلام قمصان الرؤى)
وتصف لحظة اللقيا .تخيل .لحظة !ماذا يمكن أن يقال عن لحظة؟!

لحظة اللقيا
فينسرب  الشعاع
معانقا وجدا تكدس في قلاع الروح
ترفل فوق أيك الشوق
أطياب الغرانق
تنشر الأشعار
أقمارا
ترج الليل
تخرج من محارات السكون الصلب
جمر النشوة السكرى
فيهتز الزمان الجدب
يقطر أنجما
يستفُّها الشوق القديم
يا لحظة تأتي كومض السحر
من أصداف بحر الحلم
تفتح روضة للنشوة العلياء
تمحو غيمة للوحشة لليلاء
تبني في مملكة المسرات
الجنون المدهش
الشوق النبي
فينطق الصخر
الظلام
البحر
والأفلاك تجري مثلما أهوى
وأعلو فوق أنهار مرايا
يستحم الكون فيها بالصفاء
يا لحظة الفرح المشجرة
امنحيني واحة
كي أستفئ بنخلك الجذلان
بالنهر الأسيل
رشي على قفري
عذوبة أنسك الريان
ضميني إلى الدوح المشع
بزخرف الوصل الجميل
يا ربة اللحظات
يا مخلوقة من بؤبؤ الزمن المحال
يضوع دفؤك في دمي شعلا
توقع غيث أشذاء
على حقل يفطره الأوار
ماذا يضير عنادل الأحلام
لو تبقى تلقمني الهوى
وتفك أسر القلب
من صدر الظنون؟
ماذا يضير مليكة الفرح الضنينة
أن تقود لي الغمام
وتمس روحي بالرواء
تنث نرجس بهجة
ومن أروع القصص التي قرأتها قصة روسية بعنوان (الكلمات الأخيرة لميميل) تأليف رينخيو
والقصة تحكيها فتاة تكاد فيها أن تفصل كل هبة ريح حالة الوداع عند ركوبها الطائرة ,وتتمحور القصة بألفة غريبة حول قرية واحدة هادئة وحتى العنوان كان إشارة لكلمات ميميل الأخيرة التى أشادت برجل منبوذ ليكون كل شخص وشيء في القرية مزدانا وحبيبا شأن كل فاظة وأريكة في المنزل
ونعود للشعر حيث تقول دنيا الأمل إسماعيل في إحدى قصائدها

هذه الليلة العتيقة التى تتأرجح بين أنين الذكريات
وأحلام الآتى
تزرع فى دمى سنابل شوك
تسرق منى قمرى الوحيد
وتتركنى للمخاوف
والجنون
********************
تدحرجنى أيامى لدروب لا أعرفها
وعند آخر منعطف
أفاجأ بأنى امتلكت الضِاع

التناسب والتناغم والحبكة بين عناصر الشعر هنا مذهلة
يستحيل أن تكون الشاعرة واعية تماما به, نعم إنها تفهم ما تقول
ولكن التناسب تتعمده تعيه......مستحيل
&
لفظة السنابل فى المقطع الأول توحى بتوقع امتداد زمنى للشوك
الشوك معناه عدم القدرة على اثنتين
1-
التخلص
2-
الامتداد السمح لخطوات القلب والمشاعر والطموح
يظهر الأول في عدم القدرة على التخلص من( أنين الذكريات)
والثاني في عدم الامتداد مع( أحلام الآتي)
*
إن القمر الوحيد هنا يعنى الإمكانية ...الطقس .الرافعان للتناقض
والتنازع......الترجمة الوحيدة التي يمكن من خلالها قراءة الكون
والحياة,وهى ترجمة يسيرة -مشعة- مؤنسة ولذا حينما يضيع يترك الشاعرة للمخاوف والجنون
&
يأتي الجنون من عدم التخلص من الذكريات من ناحية
ومن ناحية أخرى من عدم إمكانية نقل الذكريات إلى الآتي وإقامة وفاق مع الحركة
-
المخاوف تنزع من الآتي أحلامه فيبقى بمجهوليته وشوكيته التي تقف حائلا مضجرا وكاسرا نازعا للإرادة
&&
ولكن حتى ولو نزعت الإرادة لا يفقد الأمل
كمخرج وحيد من الجنون
تتحايل على الشوك المانع للمشي بالدحرجة(تدحرجني أيامي لدروب لا أعرفها)
هذه الدحرجة تفضي في النهاية لامتلاكها(الضياع)
&
هل يمكن أن نقول ان الضياع نوع من الانتصار على سنابل الشوك حيث تبدو السنابل الشوكية بالنسبة للضياع هامشية غريبة؟ بالقطع
-
الشاعرة فوجئت بالضياع ولم تنتبه لعلاقتها بالشوك أثناء
كتابتها للقصيدة يقينا0
ثم أذكر هنا ما يناسب قضية المقال (ليلة عتيقة)ك(لحظة اللقيا) عند جنة القرني
والقمر وحيد كزوج وحيد
ولم يكن المخرج فاعلا وإنما انفعاليا (دحرجة)





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق